سلام الله معكم.
أن الوضع الكتابي للزواج والغرض الرئيسي منه هو ما قاله الله : " ليس جيدا أن يكون ادم وحده , فأصنع له معينا نظيره " . إذ قصد الله أن يتعاون الشريكان معا في السراء والضراء , وان يعملا بقانون المسيح : أن الأعظم هو من يخدم وليس الذي يتكيء علي الدوام لكي يخدمه غيره . قال الكتاب : " احملوا بعضكم أثقال بعض وهكذا تمموا ناموس المسيح " . وإن صح هذا عامة , فهو الزم للحياة الزوجية بين الشريكين .
بعض الطرق لعلاج إهمال التعاون والصداقة بين الزوجين :
قال احدهم : (1) ليدرس الزوجان الأسباب التي عطلت الصداقة والتعاون بينهما . (2) ليقر كل منهما بخطئه بتواضع , والا تعذر العلاج لوجود الكبرياء والتعالي , وليعرف كل منهما أن من يبدأ بالاعتراف فهو الأعظم وليس بالعكس (3) ليبدأ الاثنان في الصداقة العملية وفي التعاون البناء في الحال 0 (4) إذا اختلفا حول أمر من الأمور ليأخذا المسألة بسهولة وبالإقناع باللطف , ويتركا المسألة للزمن لزيادة الفهم إذا لم يتم الإقناع . (5) وإذا أمكن ليحتكم الاثنان إلى صديق للطرفين أو لرجل من رجال الدين يثقان به وممن يحفظون أسرار الناس . (6) وقد يحتكم البعض إلى إجراء القرعة عن الأمر الذي يختلفان فيه إذا كان الاثنان يستسيغان هذه الطريقة . قال احدهم : أن صفات اللطف والصبر والاحتمال , هي كالشحم للآلات يلينها ويسهل عملها . وهكذا لا تسير عجلة الحياة الزوجية إن لم تشحم بشحم هذه الصفات السامية . وكما أن الآلة تحدث أصواتاً مزعجة , ويصعب إدارتها بدون تشحيم , هكذا تحدث لماكينة الحياة الزوجية , تحدث صخبا وصياحا وإزعاجا بل تتعطل وتتوقف عن التقدم .
الثقة والصراحة للثقة والصراحة بين الزوجين نتائجهما المباركة :
(1) ازدياد المحبة بين الاثنين على مر الأيام (2) عدم فتح ثغرة للوشاة الخبثاء . (3) استئمان الواحد منهما للأخر علي كل شيء . (4) عدم تطرق الشك إلى قلبيهما . (5) اتخاذ كل منهما الآخر صديقا وعونا على مصائب الدهر . (6) تقاسم مسرات الحياة معا . (7) سيادة السلام القلبي بينهما , والسعادة الصحيحة . قال احدهم : من آفات الزواج عدم الصراحة بين الزوجين وان كلا منهما لا يفضي بما فيه . وهذا يكثر الشك والتوجس والظنون والانتقاد .والأجدر أن يفضي كل منهما للآخر برغباته أو انتقاداته بروح اللطف المسيحي . وباستعمال الصراحة تتلاشى الأفكار السيئة وتتوطد دعائم الصداقة بين الزوجين . قال) بلي جراهام ) الواعظ الأمريكي المشهور : " ليست الزوجة لعبة أو أداة من أدوات الزينة في منزلك ولكنها شريكة حياتك في كل أمور الحياة . لذلك يجب ألا تحتفظ بأسرار تخفيها عنها . بل اعرض عليها مشروعاتك وناقشها فيها " . لكن أخر يرى أن لكل قاعدة شواذ , فعندما لا تكون الزوجة مستحقة لان تكون موضع ثقة فيستمع الزوج للقول الإلهي : " احفظ أبواب فمك عن المضطجعة في حضنك " ( ميخا 7 : 5 ).
قد تتعطل الثقة والصراحة بين الزوجين لأسباب منها :
(1) كتمان الأمور الواحد عن الآخر وعدم التشاور . (2) دخول بعض الوشاة بين الاثنين . (3) ضعف الحياة الروحية . (4) وجود بعض التقلب في حياة احدهما أو أي الاثنين . (5) الميل لتصديق أخر أكثر من الشريك الأخر . (6) عدم الحكمة في بعض التصرفات . (7) عمل أشياء مشكوك في أمرها من احدهما أو من الاثنين .
محبة , وخضوع
الخضوع الدائم هو الخضوع للرجل , لأن الرجل رأس المرأة , والرأس لا يتسلط بل يقود ويوجه . هذا الخضوع ينبغي أن يكون شاملا إذ هو في كل شيء . كما ينبغي أن يتمثل بخضوع الكنيسة للمسيح . ويتم هذا الخضوع عمليا بالاحترام والإجلال " أما المرأة فلتهب رجلها " . وسر الأخطار والأضرار التي تصيب المجتمع تأتي من بعد المرأة عن هذا الولاء والتقدير .أما الرجل فمن واجبه المحبة . على أن المحبة في ذاتها لا تحتاج إلى وصية , لكن الرسول بولس لا يقف عند مجرد المحبة بل يرتقي بها إلى محبة المسيح الباذلة العجيبة , وعندما توجد المحبة يوجد معها كل شيء .
ذكر الأستاذ لويس بجامعة أكسفورد في كتاب " آداب السلوك المسيحي " ما يلي : "تتعهد الزوجة المسيحية في رابطة الزواج أن تطيع زوجها , والرجل في الزواج المسيحي هو " الرأس " . وهنا يثير بعضهم أو على الأصح بعضهن سؤالين :1) لماذا هذا الرأس؟ ولماذا لا تكون مساواة ؟
2) ولماذا يكون الرجل هو الرأس ... والجواب هو :1) إن الحاجة إلى رأس ناشئة عن الفكرة بأن الزواج علاقة مستديمة ثابتة , وطبعا ما دام الوفاق قائما بين الزوج والزوجة فلا مجال للتحدث أو التفكير فيمن هو الرأس . وهذا هو الوضع الطبيعي الذي نرجوه في كل زواج مسيحي . ولكن إذا وقع شقاق , فما الذي يحدث ؟ الشيء الطبيعي هو بذل الجهد لإزالته بالعتاب الودي والكلام العاقل , ولكن اذا فرض أنهما فعلا كل هذا ولم يصلا إلى اتفاق , فما الذي يفعلانه بعد ذلك ? لا يمكن تسوية النزاع بأغلبية الأصوات , لأن مجلسا مؤلفا من اثنين فقط لا أغلبية فيه . لا شك أن الذي يحدث هو احد أمرين .1) فإما أن ينفصلا ويذهب كل منهما لحال سبيله , وإما أن يكون لاحدهما القول الفاصل . وما دام الزواج رابطة مستديمة , فلا بد أن يكون لأحد الطرفين في آخر الأمر , حق تقرير سياسة الأسرة , ولن تعيش أية هيئة مستديمة بدون دستور يحكمها وسلطة ما تشرف عليها .2) وان كانت هنالك ضرورة للرأس فلماذا لا يكون الرجل ? اعتقد أن المرأة ذاتها لن تسيطر على رجلها اذا كانت تحبه , فان سلطة الزوجات على الأزواج شيء غير طبيعي . والمرأة العاقلة الحكيمة لا ترضاها , بل المرأة بصفة عامة تخجل من هذا الموقف وتحتقر الرجل الذي تكون هي رأسا له.
التعبير عن العواطف
قال احد رجال الأعمال " إنني متزوج منذ أكثر من ثمانية أعوام وقلما ابتسمت لزوجتي خلال هذا العمر الطويل ; بل قلما حدثتها بأكثر من بضع عبارات ابتداء من الساعة التي أصحو فيها حتى أغادر البيت قاصدا عملي . لقد كنت أسوأ مثل للرجل العبوس المتجهم . فلما قصدت أن ابتسم فكرت أن أجرب الابتسام مع زوجتي . ففي الصباح التالي , بينما أنا أمشط شعري أمام المرأة تطلعت إلى صورتي وقلت لنفسي " انك ستمحو اليوم هذا العبوس المخيم على سحنتك , ستبتسم دائما , وابدأ في هذه اللحظة " . فلما جلست على المائدة لتناول طعام الإفطار حييت زوجتي بهذه التحية على الدوام . وقد جلب هذا الموقف الجديد لبيتنا خلال الشهرين الماضيين سعادة لم نذق مثلها خلال العام الماضي كله .
رد الشر بالخير
كانت الزوجات المسيحيات كثيرا ما يعرضن أحوالهن مع أزواجهن على القديسة " مونيكا " أم القديس اغسطينوس , ويشكين لها مصابهن , ويتعجبن كيف تعيش مع زوجها براحة وسلام , مع انه مشهور بشراسته وغضبه الشديد , فكانت تجيبهن بالقول : " انه اذا احتد وغضب , فاني اسكت سكوتا تاما , بل كثيرا ما انشغل بالصلاة في أثناء هياجه وسخطه , وعلى هذه الصورة يسكن غضبه ويهدأ اضطرابه , فأعيش معه بحب وسلام حتى إني قد استملته إلى المسيحية . فافعلن مثل ذلك تعشن ورجالكن , براحة بل تقدسن أنفسكن ورجالكن ". كان احد الأفاضل يتحدث مع شيخ ثقي . فسأله عن سبب تجديده , فصمت دقيقة , وكان السؤال أصاب وترا حساسا في نفسه , وأجاب بتأثر شديد وقد سالت الدموع من عينيه : " لقد جاءت زوجتي إلى الله قبلي بعدة سنين فاضطهدتها وأسأت إليها بسبب دينها , غير أنها لم ترد علي إلا بالشفقة . وكانت تظهر باستمرار اهتمامها لتزيد من راحتي وسعادتي . فكان سلوكها الطيب مع كل ما لقيته من الم من سوء معاملتي فها هو أول ما أرسل سهام التبكيت إلى نفسي" .
المحبة الزوجية
وضح احد الحكماء المحبة في الزواج بقوله : " هناك ثلاثة أنواع من الحب (1) الحب الكاذب , الذي يطلب ما لنفسه , كما يحب الإنسان الذهب والكبرياء والنساء خارج الحدود التي رسمها الله (2) وهناك الحب الطبيعي , كحب الوالد لابنه والأخ لأخته (3) وفوق الكل الحب الزوجي الذي يتغلب على كل شيء ولا يطلب إلا الشريك الآخر فيقول : أنا لا اطلب ما هو لك , لا ذهبك ولا فضتك , بل أطلبك أنت , . وهذا النوع من الحب يطلب المحبوب كله . ولو لم يكن آدم قد سقط لكان الحب الزوجي أقدس ما في الوجود , ولكن الحب الزوجي الآن ليس نقيا كما ينبغي , لأن حب الذات يتدخل فيه .قد شدد البيورتيان الذين ظهروا في انجلترا في القرن السادس عشر ونادوا بضرورة التدقيق الديني الشديد , بان الزوجين يجب إلا يقدما ولاءهما لبعضهما عن ولائهما للمسيح والا اعتبر هذا عبادة أصنام . فقد كتب (كرومويل) زعيمهم الأول المشهور لابنته على اثر زواجها بقول : " لا تدعي حبك لزوجك يقلل من حبك للمسيح بأي شكل من الأشكال . إن أكثر ما يجتذبك هو مدى تشبهه بالمسيح , فصورة المسيح فيه هي ما يجب أن يجذبك إليه أولا " . وقد كتب احد البورتيان إلى خطيبته يقول : " يا حمامتي لا أعطيك قلبي لأني قد سبق وأعطيته للسماء من زمن طويل , ما لم يكن قلبي خدعني , وأنا واثق انه ليس ملك احد في هذا العالم . ولكن الحب الذي تسمح السماء لي بأن أقدمه لإنسان أقدمه لك وحدك " .
الطلاق
الطلاق هو مظهر الرفض وعدم الرضا بواقع معين أي بالزواج . وعدم قبول العيش مع شريك الحياة أو شريكة الحياة . وان المبدأ العام هو أن احد الزوجين أو كليهما يرفض أن تستمر على ذلك النوع من الحياة التي ربما كان راضيا بها من قبل . ونظرا لوجود مخرج من هذه الحياة , أو نظرا لوجود سبيل للخروج من ذلك السجن الذي يرفضه الزوجان , يهرب كل منهما أو احدهما إلى التحرر . فالطلاق إذاً مظهر للرفض وأسلوب للانعتاق والتحرر من سجن الزوجية كما يسميه البعض .
لو عرف الإنسان أن هذا السجن له أبواب من ذهب , وقيود من حرير لعزف عن تسميته سجنا , وبارك الله لأجل تأسيس الزواج . لكن هذه الظاهرة هي بخلاف ترتيب الله وبخلاف إرادته .والكتاب المقدس يعيدنا إلى ما قاله السيد المسيح عن هذا الموضوع , حيث قال الكتاب المقدس بان الله من بدء الخليقة ذكرا وأنثى خلقهما . ويقول أيضا : " من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته , ويكون الاثنان جسدا واحدا , فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان " . لكن الفريسيين إذ أرادوا أن يجربوا المسيح قالوا له : " فلماذا أوصى موسى أن تعطى كتاب طلاق فتطلق ؟ " فقال لهم : " أن موسى من اجل قساوة قلوبكم أذن لكم أن تطلقوا نساءكم . ولكن من البدء لم يكن هكذا . وأقول لكم : إن من طلق امرأته إلا بسبب الزنا وتزوج بأخرى يزني , والذي يتزوج بمطلقة يزني " . وهكذا لقد أصلح المسيح مفهوم الطلاق ووضع له شرطا , وأعاد ترتيب الزواج إلى وضعه الأول إذ قال : " يكون الاثنان جسدا واحدا " , وهذا الجسد لا يمكن أن ينفصل بسهولة ولا يحق لأي إنسان أن يتدخل لفصله لأن الذي جمعه الله لا يفرقه إنسان . وهكذا نجد أن تعليم المسيح واضح جدا وهو منع الطلاق إلا بسبب واحد وهو عدم الوفاء . وبما أن الله لا يريد ولا يحب عدم الوفاء , اذا فهو لا يريد ولا يحب الطلاق , ولا يأذن أيضا بالطلاق.
أن الوضع الكتابي للزواج والغرض الرئيسي منه هو ما قاله الله : " ليس جيدا أن يكون ادم وحده , فأصنع له معينا نظيره " . إذ قصد الله أن يتعاون الشريكان معا في السراء والضراء , وان يعملا بقانون المسيح : أن الأعظم هو من يخدم وليس الذي يتكيء علي الدوام لكي يخدمه غيره . قال الكتاب : " احملوا بعضكم أثقال بعض وهكذا تمموا ناموس المسيح " . وإن صح هذا عامة , فهو الزم للحياة الزوجية بين الشريكين .
بعض الطرق لعلاج إهمال التعاون والصداقة بين الزوجين :
قال احدهم : (1) ليدرس الزوجان الأسباب التي عطلت الصداقة والتعاون بينهما . (2) ليقر كل منهما بخطئه بتواضع , والا تعذر العلاج لوجود الكبرياء والتعالي , وليعرف كل منهما أن من يبدأ بالاعتراف فهو الأعظم وليس بالعكس (3) ليبدأ الاثنان في الصداقة العملية وفي التعاون البناء في الحال 0 (4) إذا اختلفا حول أمر من الأمور ليأخذا المسألة بسهولة وبالإقناع باللطف , ويتركا المسألة للزمن لزيادة الفهم إذا لم يتم الإقناع . (5) وإذا أمكن ليحتكم الاثنان إلى صديق للطرفين أو لرجل من رجال الدين يثقان به وممن يحفظون أسرار الناس . (6) وقد يحتكم البعض إلى إجراء القرعة عن الأمر الذي يختلفان فيه إذا كان الاثنان يستسيغان هذه الطريقة . قال احدهم : أن صفات اللطف والصبر والاحتمال , هي كالشحم للآلات يلينها ويسهل عملها . وهكذا لا تسير عجلة الحياة الزوجية إن لم تشحم بشحم هذه الصفات السامية . وكما أن الآلة تحدث أصواتاً مزعجة , ويصعب إدارتها بدون تشحيم , هكذا تحدث لماكينة الحياة الزوجية , تحدث صخبا وصياحا وإزعاجا بل تتعطل وتتوقف عن التقدم .
الثقة والصراحة للثقة والصراحة بين الزوجين نتائجهما المباركة :
(1) ازدياد المحبة بين الاثنين على مر الأيام (2) عدم فتح ثغرة للوشاة الخبثاء . (3) استئمان الواحد منهما للأخر علي كل شيء . (4) عدم تطرق الشك إلى قلبيهما . (5) اتخاذ كل منهما الآخر صديقا وعونا على مصائب الدهر . (6) تقاسم مسرات الحياة معا . (7) سيادة السلام القلبي بينهما , والسعادة الصحيحة . قال احدهم : من آفات الزواج عدم الصراحة بين الزوجين وان كلا منهما لا يفضي بما فيه . وهذا يكثر الشك والتوجس والظنون والانتقاد .والأجدر أن يفضي كل منهما للآخر برغباته أو انتقاداته بروح اللطف المسيحي . وباستعمال الصراحة تتلاشى الأفكار السيئة وتتوطد دعائم الصداقة بين الزوجين . قال) بلي جراهام ) الواعظ الأمريكي المشهور : " ليست الزوجة لعبة أو أداة من أدوات الزينة في منزلك ولكنها شريكة حياتك في كل أمور الحياة . لذلك يجب ألا تحتفظ بأسرار تخفيها عنها . بل اعرض عليها مشروعاتك وناقشها فيها " . لكن أخر يرى أن لكل قاعدة شواذ , فعندما لا تكون الزوجة مستحقة لان تكون موضع ثقة فيستمع الزوج للقول الإلهي : " احفظ أبواب فمك عن المضطجعة في حضنك " ( ميخا 7 : 5 ).
قد تتعطل الثقة والصراحة بين الزوجين لأسباب منها :
(1) كتمان الأمور الواحد عن الآخر وعدم التشاور . (2) دخول بعض الوشاة بين الاثنين . (3) ضعف الحياة الروحية . (4) وجود بعض التقلب في حياة احدهما أو أي الاثنين . (5) الميل لتصديق أخر أكثر من الشريك الأخر . (6) عدم الحكمة في بعض التصرفات . (7) عمل أشياء مشكوك في أمرها من احدهما أو من الاثنين .
محبة , وخضوع
الخضوع الدائم هو الخضوع للرجل , لأن الرجل رأس المرأة , والرأس لا يتسلط بل يقود ويوجه . هذا الخضوع ينبغي أن يكون شاملا إذ هو في كل شيء . كما ينبغي أن يتمثل بخضوع الكنيسة للمسيح . ويتم هذا الخضوع عمليا بالاحترام والإجلال " أما المرأة فلتهب رجلها " . وسر الأخطار والأضرار التي تصيب المجتمع تأتي من بعد المرأة عن هذا الولاء والتقدير .أما الرجل فمن واجبه المحبة . على أن المحبة في ذاتها لا تحتاج إلى وصية , لكن الرسول بولس لا يقف عند مجرد المحبة بل يرتقي بها إلى محبة المسيح الباذلة العجيبة , وعندما توجد المحبة يوجد معها كل شيء .
ذكر الأستاذ لويس بجامعة أكسفورد في كتاب " آداب السلوك المسيحي " ما يلي : "تتعهد الزوجة المسيحية في رابطة الزواج أن تطيع زوجها , والرجل في الزواج المسيحي هو " الرأس " . وهنا يثير بعضهم أو على الأصح بعضهن سؤالين :1) لماذا هذا الرأس؟ ولماذا لا تكون مساواة ؟
2) ولماذا يكون الرجل هو الرأس ... والجواب هو :1) إن الحاجة إلى رأس ناشئة عن الفكرة بأن الزواج علاقة مستديمة ثابتة , وطبعا ما دام الوفاق قائما بين الزوج والزوجة فلا مجال للتحدث أو التفكير فيمن هو الرأس . وهذا هو الوضع الطبيعي الذي نرجوه في كل زواج مسيحي . ولكن إذا وقع شقاق , فما الذي يحدث ؟ الشيء الطبيعي هو بذل الجهد لإزالته بالعتاب الودي والكلام العاقل , ولكن اذا فرض أنهما فعلا كل هذا ولم يصلا إلى اتفاق , فما الذي يفعلانه بعد ذلك ? لا يمكن تسوية النزاع بأغلبية الأصوات , لأن مجلسا مؤلفا من اثنين فقط لا أغلبية فيه . لا شك أن الذي يحدث هو احد أمرين .1) فإما أن ينفصلا ويذهب كل منهما لحال سبيله , وإما أن يكون لاحدهما القول الفاصل . وما دام الزواج رابطة مستديمة , فلا بد أن يكون لأحد الطرفين في آخر الأمر , حق تقرير سياسة الأسرة , ولن تعيش أية هيئة مستديمة بدون دستور يحكمها وسلطة ما تشرف عليها .2) وان كانت هنالك ضرورة للرأس فلماذا لا يكون الرجل ? اعتقد أن المرأة ذاتها لن تسيطر على رجلها اذا كانت تحبه , فان سلطة الزوجات على الأزواج شيء غير طبيعي . والمرأة العاقلة الحكيمة لا ترضاها , بل المرأة بصفة عامة تخجل من هذا الموقف وتحتقر الرجل الذي تكون هي رأسا له.
التعبير عن العواطف
قال احد رجال الأعمال " إنني متزوج منذ أكثر من ثمانية أعوام وقلما ابتسمت لزوجتي خلال هذا العمر الطويل ; بل قلما حدثتها بأكثر من بضع عبارات ابتداء من الساعة التي أصحو فيها حتى أغادر البيت قاصدا عملي . لقد كنت أسوأ مثل للرجل العبوس المتجهم . فلما قصدت أن ابتسم فكرت أن أجرب الابتسام مع زوجتي . ففي الصباح التالي , بينما أنا أمشط شعري أمام المرأة تطلعت إلى صورتي وقلت لنفسي " انك ستمحو اليوم هذا العبوس المخيم على سحنتك , ستبتسم دائما , وابدأ في هذه اللحظة " . فلما جلست على المائدة لتناول طعام الإفطار حييت زوجتي بهذه التحية على الدوام . وقد جلب هذا الموقف الجديد لبيتنا خلال الشهرين الماضيين سعادة لم نذق مثلها خلال العام الماضي كله .
رد الشر بالخير
كانت الزوجات المسيحيات كثيرا ما يعرضن أحوالهن مع أزواجهن على القديسة " مونيكا " أم القديس اغسطينوس , ويشكين لها مصابهن , ويتعجبن كيف تعيش مع زوجها براحة وسلام , مع انه مشهور بشراسته وغضبه الشديد , فكانت تجيبهن بالقول : " انه اذا احتد وغضب , فاني اسكت سكوتا تاما , بل كثيرا ما انشغل بالصلاة في أثناء هياجه وسخطه , وعلى هذه الصورة يسكن غضبه ويهدأ اضطرابه , فأعيش معه بحب وسلام حتى إني قد استملته إلى المسيحية . فافعلن مثل ذلك تعشن ورجالكن , براحة بل تقدسن أنفسكن ورجالكن ". كان احد الأفاضل يتحدث مع شيخ ثقي . فسأله عن سبب تجديده , فصمت دقيقة , وكان السؤال أصاب وترا حساسا في نفسه , وأجاب بتأثر شديد وقد سالت الدموع من عينيه : " لقد جاءت زوجتي إلى الله قبلي بعدة سنين فاضطهدتها وأسأت إليها بسبب دينها , غير أنها لم ترد علي إلا بالشفقة . وكانت تظهر باستمرار اهتمامها لتزيد من راحتي وسعادتي . فكان سلوكها الطيب مع كل ما لقيته من الم من سوء معاملتي فها هو أول ما أرسل سهام التبكيت إلى نفسي" .
المحبة الزوجية
وضح احد الحكماء المحبة في الزواج بقوله : " هناك ثلاثة أنواع من الحب (1) الحب الكاذب , الذي يطلب ما لنفسه , كما يحب الإنسان الذهب والكبرياء والنساء خارج الحدود التي رسمها الله (2) وهناك الحب الطبيعي , كحب الوالد لابنه والأخ لأخته (3) وفوق الكل الحب الزوجي الذي يتغلب على كل شيء ولا يطلب إلا الشريك الآخر فيقول : أنا لا اطلب ما هو لك , لا ذهبك ولا فضتك , بل أطلبك أنت , . وهذا النوع من الحب يطلب المحبوب كله . ولو لم يكن آدم قد سقط لكان الحب الزوجي أقدس ما في الوجود , ولكن الحب الزوجي الآن ليس نقيا كما ينبغي , لأن حب الذات يتدخل فيه .قد شدد البيورتيان الذين ظهروا في انجلترا في القرن السادس عشر ونادوا بضرورة التدقيق الديني الشديد , بان الزوجين يجب إلا يقدما ولاءهما لبعضهما عن ولائهما للمسيح والا اعتبر هذا عبادة أصنام . فقد كتب (كرومويل) زعيمهم الأول المشهور لابنته على اثر زواجها بقول : " لا تدعي حبك لزوجك يقلل من حبك للمسيح بأي شكل من الأشكال . إن أكثر ما يجتذبك هو مدى تشبهه بالمسيح , فصورة المسيح فيه هي ما يجب أن يجذبك إليه أولا " . وقد كتب احد البورتيان إلى خطيبته يقول : " يا حمامتي لا أعطيك قلبي لأني قد سبق وأعطيته للسماء من زمن طويل , ما لم يكن قلبي خدعني , وأنا واثق انه ليس ملك احد في هذا العالم . ولكن الحب الذي تسمح السماء لي بأن أقدمه لإنسان أقدمه لك وحدك " .
الطلاق
الطلاق هو مظهر الرفض وعدم الرضا بواقع معين أي بالزواج . وعدم قبول العيش مع شريك الحياة أو شريكة الحياة . وان المبدأ العام هو أن احد الزوجين أو كليهما يرفض أن تستمر على ذلك النوع من الحياة التي ربما كان راضيا بها من قبل . ونظرا لوجود مخرج من هذه الحياة , أو نظرا لوجود سبيل للخروج من ذلك السجن الذي يرفضه الزوجان , يهرب كل منهما أو احدهما إلى التحرر . فالطلاق إذاً مظهر للرفض وأسلوب للانعتاق والتحرر من سجن الزوجية كما يسميه البعض .
لو عرف الإنسان أن هذا السجن له أبواب من ذهب , وقيود من حرير لعزف عن تسميته سجنا , وبارك الله لأجل تأسيس الزواج . لكن هذه الظاهرة هي بخلاف ترتيب الله وبخلاف إرادته .والكتاب المقدس يعيدنا إلى ما قاله السيد المسيح عن هذا الموضوع , حيث قال الكتاب المقدس بان الله من بدء الخليقة ذكرا وأنثى خلقهما . ويقول أيضا : " من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته , ويكون الاثنان جسدا واحدا , فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان " . لكن الفريسيين إذ أرادوا أن يجربوا المسيح قالوا له : " فلماذا أوصى موسى أن تعطى كتاب طلاق فتطلق ؟ " فقال لهم : " أن موسى من اجل قساوة قلوبكم أذن لكم أن تطلقوا نساءكم . ولكن من البدء لم يكن هكذا . وأقول لكم : إن من طلق امرأته إلا بسبب الزنا وتزوج بأخرى يزني , والذي يتزوج بمطلقة يزني " . وهكذا لقد أصلح المسيح مفهوم الطلاق ووضع له شرطا , وأعاد ترتيب الزواج إلى وضعه الأول إذ قال : " يكون الاثنان جسدا واحدا " , وهذا الجسد لا يمكن أن ينفصل بسهولة ولا يحق لأي إنسان أن يتدخل لفصله لأن الذي جمعه الله لا يفرقه إنسان . وهكذا نجد أن تعليم المسيح واضح جدا وهو منع الطلاق إلا بسبب واحد وهو عدم الوفاء . وبما أن الله لا يريد ولا يحب عدم الوفاء , اذا فهو لا يريد ولا يحب الطلاق , ولا يأذن أيضا بالطلاق.