معنى كلمة تسبيح في العهد الجديد
ذكر العهد الجديد كلمات كثيرة باليونانية لها علاقة بالتسبيح أو تم ترجمتها إلى العربية بكلمات مرتبطة بالتسبيح . سنستعرض هذه الكلمات معاً و سأضع نطقهم بالحروف العربية و الإنجليزية للتسهيل بقدر الإمكان على الوصول لأقرب نطق صحيح لهم , مع مراعاة أننا لن نذكر التصريفات و إنما الجذر أو المصدر فقط .
1. آين يو ( Aineo ) آى نوس ( Ainos) أينيه سيس ( Ainesis) :
جميع هذه الكلمات الثلاثة مرتبطة معاً بنفس المصدر و إن كانت أول كلمة فعلاً و الثانية و الثالثة إسمين كلمة " آينيو " ( Aineo ) تقابل كلمتى " هليل , ياداه " فى العهد القديم ( أكثر الكلمات العبرية المقابلة لكلمة تسبيح ) سنذكر شواهد استخدامهم هنا :
" و ظهر بغتتة مع الملاك جمهور من الجند السماوى مسبحين ( آينيو ) الله " ( لو 2 : 13 )
" ثم رجع الرعاة و هم يمجدون الله و يسبحونه ( آينيو ) على كل ما سمعوه و رأوه كما قيل لهم " ( لو 2 : 20 )
" و فى الحال أبصر و تبعه و هو يمجد الله و جميع الشعب إذ رأوا سبحوا ( آينوس ) الله " ( لو 18 : 43 )
نلاحظ فى آخر آيتين أن هناك كلمة " يمجدون , يمجد " و هى كلمة يونانية أخرى سنتطرق لها لاحقاً فى كلمة "دوكسازو " ( Doxazo )
" و قالوا له أتسمع ما يقول هؤلاء ؟ فقال لهم يسوع : نعم أما قرأتم قط : من أفواه الأطفال و الرضع هيأت تسبيحاً ( آى نوس ) ؟ " ( مت 21 : 16 )
" و لما قرب عند منحدر جبل الزيتون ابتدأ كل جمهور التلاميذ يفرحون و يسبحون ( آينيو ) الله بصوت عظيم لأجل جميع القوات التى نظروا " ( لو 19 : 37 )
" مسبحين ( آينيو ) الله و لهم نعمة لدى جميع الشعب " ( أع 2 : 47 )
" فوثب و وقف و صار يمشى و دخل معهما إلى الهيكل و هو يمشى و يطفر و يسبح ( آينيو ) الله و أبصره جميع الشعب و هو يمشى و يطفر و يسبح ( آينيو ) الله " ( أع 3 : 8 , 9 )
" سبحوا ( آينيو ) الرب يا جميع الأمم و امدحوه ( إيباى نيو Epaineo ) يا جميع الشعوب " ( رو 5 : 11 )
" فلنقدم به (يسوع) فى كل حين لله ذبيحة التسبيح ( أينيه سيس ) أى ثمر شفاه معترفة باسمه " ( عب 13 : 15 )
2. دوكسا Doxa , دوكسازو Doxazo :
الكلمة الأولى هى إسم فى اليونانية و الثانية فعل و لهما معنى " مجد " ( دوكسا ) أو " يمجد " ( دوكسازو ) . هذا و نادراً ما ترجمت " دوكسا " إلى كلمة " بهاء " ( أع 22 : 11 , رؤ 18 : 1 )
أما عن البعض القليل من شواهد استخدامها فهى كما يلى :
" المجد ( دوكسا ) لله فى الأعالى و على الأرض السلام و بالناس المسرة " ( لو 2 : 14 )
" و فى الحال أبصر و تبعه و هو يمجد ( دوكسازو ) الله " ( لو 18 : 43 )
فى الآية التالية هناك ملاحظة ممتعة بالنسبة للملك هيرودس أنه ضرب بالدود و مات عندما لم يعط المجد ( دوكسا ) لله ( أع 12 : 23 )
يتكلم بولس عن إبراهيم فيقول : " معطياً مجداً ( دوكسا ) لله " ( رو 4 : 20 )
و من الجدير بالذكر أن كلمة Doxology الإنجليزية و هى من نفس أصل كلمة ( دوكسا ) معناها تسبحة شكر لله , و واحدة من أجمل تسبيحات الشكر بالكتاب موجودة فى ( رو 11 : 36 ) " لأن منه و به و له كل الأشياء له المجد ( دوكسا ) إلى الأبد آمين " هناك أيضاً تسبيحات شكر قصيرة متشابهة كثيراً و جميعها تستخدم كلمة " المجد " ( دوكسا ) لله و هى " له المجد من الآن و إلى الأبد آمين " و موجودة فى كل من ( غلا 1 : 5 , فى 4 : 20 , 1بط 4 : 11 , 2بط 3 : 18 )
أما شواهد استخدام كلمة " دوكسازو " كفعل فإليك كمثال فقط : " فليضىء نوركم هكذا قدام الناس لكى يروا أعمالكم الحسنة و يمجدوا ( دوكسازو ) أباكم الذى فى السماوات " ( مت 5 : 16 )
" فلما رأى الجموع تعجبوا و مجدوا ( دوكسازو ) الله الذى أعطى الناس سلطاناً مثل هذا " ( مت 9 : 8 )
" حتى تعجب الجموع إذ رأوا الخرس يتكلمون و الشل يصحون و العرج يمشون و العمى يبصرون و مجدوا ( دوكسازو ) إله إسرائيل " ( مت 15 : 31 )
" لكى تمجدوا ( دوكسازو ) الله أبا ربنا يسوع المسيح بنفس واحدة و فم واحد " ( رو 15 : 6 )
هناك آيات كثيرة أخرى ذكرت فيها هذه الكلمة منها : ( يو 12 : 28 , 13 : 31 , 14 : 13 , 15 : 8 , 16 : 14 , 17 : 1 , 4 )
3. إيباى نوس Epainos , إيباى نيو Epaineo :
الكلمة الأولى هى إسم و الثانية فعل و الكلمتان من ذات نفس أصل الكلمة إيباى نوس التى درسناها سابقاً و لكن مع إضافة حرف الجر " إيبى " Epi لمعنى " على " فتعطى كلمة آينوس قوة ظاهرة و معنى قوياً و عظيماً فى موضوع التسبيح فهى تحول الكلمة من معنى أن الإنسان يعطى تسبيحاً لله إلى كونه يصبح هو شخصياً تسبيحاً لله و يترجمها الكتاب المقدس " مدح و حمد " و قد استخدمت هذه الكلمة أيضاً مثل مثيلاتها كثيراً جداً فى العهد الجديد و لكننا سنتناول منهم فقط بعض ما يرتبط بالتسبيح : " سبحوا الرب يا جميع الأمم و امدحوه ( إيباى نيو ) يا جميع الشعوب " ( رو 15 : 11 )
" عيننا للتبنى بيسوع المسيح لنفسه حسب مسرة مشيئته لمدح ( إيباى نوس ) مجد نعمته " ( أف 1 : 6 )
" الذى فيه نلنا نصيباً ... لنكون لمدح ( إيباى نوس ) مجده ... الذى هو عربون ميراثنا لفداء المقتنى لمدح ( إيباى نوس ) مجده " ( أف 1 : 12 , 14 )
" مملوئين من ثمر البر الذى بيسوع المسيح لمجد الله و حمده ( إيباى نوس ) " ( فى 1 : 11 )
أريد هنا أن أوجه نظرك أخى القارىء أنه مع استخدام هذه الكلمة كثيراً فى آيات تحوى مدح الإنسان لكننا لم نتطرق لها نظراً لأن دراستنا تنحصر فقط فى مدح و حمد الله .
4. يولوجاتوس Eulogatos , يولوجيا Eulogia :
الكلمة الأول إسم و تعنى " مبارك " و الكلمة الثانية فعل " يبارك " و قد قال الملاك للسيدة العذراء مريم : " مباركة أنت فى النساء و مباركة هى ثمرة بطنك " ( لو 1 : 28 , 42 )
عند دخول المسيح الإنتصارى : " مبارك " الآتى بإسم الرب " ( مت 21 : 9 , 23 : 39 , مر 11 : 9 , 10 , لو 13 : 35 , 19 : 38 , يو 12 : 13 )
و تقابل " يولوجاتوس " اليونانية ( أو يولوغاتوس كما ينطقها أهل الشام ) كلمة " باراك - باراخ " العبرية
كلمة يولوجى Eulogy الإنجليزية و معناها " مديح - تسبحة " مأخوذة من نفس أصل الكلمة اليونانية ( يولوجيا ) و كتب بولس كلمات مديح لله إذ يقول " مبارك ( يولوجاتوس ) الله إلى الأبد " و مشابهها فى ( رو 1 : 25 , 9 : 5 , 2كو 11 : 31 )
شواهد أخرى لاستخدام الكلمتين : " مبارك ( يولوجاتوس ) الرب إله إسرائيل لأنه افتقد و صنع فداء لشعبه " ( لو 2 : 68 )
" مبارك ( يولوجاتوس ) الله أبو ربنا يسوع المسيح أبو الرأفة و إله كل تعزية الذى يعزينا فى كل ضيقتنا " ( 2كو 1 : 3 )
" مبارك ( يولوجاتوس ) الله أبو ربنا يسوع المسيح الذى باركنا بكل بركة روحية فى السماويات فى المسيح " ( أف 1 : 3 )
" مبارك ( يولوجاتوس ) الله أبو ربنا يسوع المسيح الذى حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حى " ( 1بط 1 : 3 )
لاحظ معى هنا يا صديقى القارىء كيف أن بولس الرسول و بطرس الرسول بدأت رسائلهما بتسبيح إسم الله قبل الإسترسال فى الموضوع الذ من أجله يكتبان فهل نفعل نحن ذلك إذ نبدأ رسائلنا و أقوالنا و وعظنا و صلواتنا بتسبيح إسم الله و بأن نرفع شخص الله ؟ أظن أن هذا السؤال يحتاج مراجعة و تأملاً .
" من الفم الواحد تخرج بركة ( يولوجيا ) و لعنة " ( يع 3 : 10 )
"مستحق هو الخروف المذبوح أن يأخذ القدرة و الغنى و الحكمة و القوة و الكرامة و المجد و البركة (يولوجيا)" ( رؤ 5 : 12 )
" للجالس على العرش و للخروف البركة ( يولوجيا ) و الكرامة و المجد و السلطان إلى أبد الآبدين " ( رؤ 5 : 13 )
" آمين ! البركة ( يولوجيا ) و المجد و الحكمة و الشكر و الكرامة و القدرة و القوة لإلهنا إلى أبد الآبدين آمين " ( رؤ 7 : 12 )
روعة هذه الكلمة التسبيحية اليونانية تتبلور فى أنها تمكننا فى تقديم البركة لله بالكلمات .
5. إكسو مولو جيه يو Exomologeo :
و هى تعنى الإعتراف جهراً و بحرية و قد ترجمت بعض الأحيان بمعنى الحمد و قد قال الرب يسوع : " أحمدك ( إكسو مولو جيه يو ) أيها الآب " ( مت 11 : 25 , لو 10 : 21 ) و هناك بالطبع شواهد أخرى استخدمت فيها نفس الكلمة لغرض التسبيح جهراً :
" سأحمدك ( إكسو مولو جيه يو ) ( أى أعترف بك و أسبحك جهراً ) فى الأمم و أرتل لاسمك " ( رو 15 : 9 ) و هذه الكلمة هنا تقابل الكلمة العبرية " زمير " الموجودة فى ( مز 108 : 3 ) و نفس الآية " و يعترف ( إكسو مولوجيه يو ) ( أى جهراً ) كل لسان أن يسوع المسيح هو رب " ( فى 2 : 11 )
6. هيمن يو Humneo , هيمنوس Humnos :
معنى الكلمة " ترنيم - تسبيح " الأولى فعل يسبح و الثانية إسم تسبيحة و تقابل (هيمن يو) اليونانية كلمة (هليل ) العبرية كما فى ( عب 2 : 12 ) " أخبر باسمك إخوتى و فى وسط الكنيسة أسبحك ( هيمن يو ) " و هى مقتبسة من ( مز 22 : 22 ) كذلك يقول البشير لوقا فى سفر الأعمال عن بولس و سيلا أنهما كانا يصليان و يسبحان الله ( هيمن يو - أى تسبيح عن طريق الترنيم ) ( أع 16 : 25 )
سبح المسيح أيضاً مع التلاميذ : " ثم سبحوا ( هيمن يو - أى تسبيح عن طريق الترنيم ) و خرجوا إلى جبل الزيتون " ( مت 26 : 30 , مر 14 : 26 )
يشجعنا بولس الرسول أن نكلم و نعلم بعضنا بعض " بمزامير و تسابيح ( هيمنوس ) و أغانى روحية " ( أف 5 : 19 , كو 3 : 16 )
7. بسالو Psallo , بسالموس Psalmos :
الكلمة الأولى فعل و الثانية إسم و طريقة نطقها تكون بحيث حرف ( ب ) يكون عليه سكون . أستخدمت هذه الكلمة أكثر من 40 مرة فى الترجمة السبعينية للكتاب المقدس كله بدلاً من كلمة ( زمير ) العبرية أى ترنيم و نقر أوتار الآلة الموسيقية و 10 مرات بدلاً من كلمة ( رنن ) العبرية التى معناها هتاف الفرح .
و فى الترجمة العربية استخدمت كلمة بسالو الفعل بمعنى يرتل و ذكرت 4 مرات , أما كلمة بسالموس بمعنى مزمور ذكرت 7 مرات ( لو 20 : 42 , 24 : 44 , أع 1 : 20 , 13 : 33 , 1كو 14 : 26 , أف 5 : 19 , كو 3 : 16 ) و فيما يلى بعض الإستخدامات لهاتين الكلمتين فى العهد الجديد : "و أما الأمم فمجدوا ( دوكسازو ) الله من أجل الرحمة . كما هو مكتوب : من أجل ذلك سأحمدك ( إكسو مولوجيه يو ) فى الأمم و أرتل ( بسالو ) لاسمك " ( رو 15 : 9 )
" أرتل ( بسالو ) بالروح و أرتل ( بسالو ) بالذهن أيضاً " ( 1كو 14 : 15 )
" مكلمين بعضكم بعضاً بمزامير ( بسالموس ) و تسابيح و أغانى روحية مترنمين و مرتلين ( بسالو ) فى قلوبكم للرب " ( أف 5 : 19 )
" أمسرور أحد فليرتل ( بسالو ) " ( يع 5 : 13 )
أريد ألا تنتهى هذه الدراسة لكلمات التسبيح اليونانية دون أن أقدم آية لم نتطرق لها فى الدراسة مع أهميتها فى التسبيح و هى فى ( 1بط 2 : 9 ) " و أما أنتم فجنس مختار و كهنوت ملوكى أمة مقدسة شعب اقتناء لكى تخبروا بفضائل ( declare the praises ) الذى دعاكم من الظلمة إلى نوره العجيب " لذلك فالمعنى يمكن أن يكون " تخبروا بفضائل " أو " تنادوا بتسبيح " أو " تعلنوا تسبيح الذى دعاكم " و هذا هو السبب الرئيسى لخلق الله لنا و لفدائه لنا .
ألا تتفق معى يا صديقى أنه يلزم علينا أن نسبح الله و نخبر بفضائله و ننادى بتسبيحه ما دمنا على وجه هذه البسيطة !! و فى ختام هذه الدراسة السريعة أود أن ألفت نظرك أخى القارىء إلى أن العهد الجديد ملىء بكلمات أخرى كثيرة تتكلم عن التسبيح غير هذه السبع كلمات فهناك 20 كلمة أخرى يونانية ذكرت لها علاقة بالتسبيح و لكننا ذكرنا 7 كلمات فقط و هى الأكثر استخداماً من مجمل 27 كلمة. هذا عدا كلمة " هللويا " التى درسناها بالتفصيل فى المقال السابق
ختاماً أود أن أنبه هنا إلى أننا كما لاحظنا فى هذه الدراسة لكلمة تسبيح سواء فى اللغة العبرية للعهد القديم أو اللغة اليونانية للعهد الجديد لاحظنا أن كلمة ترنيم هى إحدى مرادفات كلمة تسبيح ففى الكتاب المقدس يقصد بالترنيم دائماً التسبيح و ليس الترنيم أو فترات الترنيم بمعناه المختلف فالترنيم فى الكتاب هو حمد و تسبيح للرب فقط كما درسنا الآن . و لكن للأسف ليس هذا هو المفهوم فى كنائسنا اليوم فأصبح الترنيم هو ما يضم مختلف المواضيع غير تعظيم الرب : ترنيم موضوعاته عن الفتور و الضعف و العطاء و الغفران و المجىء الثانى .... و تعدد الأشخاص المحوريين فى الترنيم فلم يعد الله هو فقط محور الترانيم و لكن حول المؤمن و الخاطىء و النفس البشرية ...
عن كتاب "جوهرة التسبيح" - بولس بشرى و فريق السبيح
ذكر العهد الجديد كلمات كثيرة باليونانية لها علاقة بالتسبيح أو تم ترجمتها إلى العربية بكلمات مرتبطة بالتسبيح . سنستعرض هذه الكلمات معاً و سأضع نطقهم بالحروف العربية و الإنجليزية للتسهيل بقدر الإمكان على الوصول لأقرب نطق صحيح لهم , مع مراعاة أننا لن نذكر التصريفات و إنما الجذر أو المصدر فقط .
1. آين يو ( Aineo ) آى نوس ( Ainos) أينيه سيس ( Ainesis) :
جميع هذه الكلمات الثلاثة مرتبطة معاً بنفس المصدر و إن كانت أول كلمة فعلاً و الثانية و الثالثة إسمين كلمة " آينيو " ( Aineo ) تقابل كلمتى " هليل , ياداه " فى العهد القديم ( أكثر الكلمات العبرية المقابلة لكلمة تسبيح ) سنذكر شواهد استخدامهم هنا :
" و ظهر بغتتة مع الملاك جمهور من الجند السماوى مسبحين ( آينيو ) الله " ( لو 2 : 13 )
" ثم رجع الرعاة و هم يمجدون الله و يسبحونه ( آينيو ) على كل ما سمعوه و رأوه كما قيل لهم " ( لو 2 : 20 )
" و فى الحال أبصر و تبعه و هو يمجد الله و جميع الشعب إذ رأوا سبحوا ( آينوس ) الله " ( لو 18 : 43 )
نلاحظ فى آخر آيتين أن هناك كلمة " يمجدون , يمجد " و هى كلمة يونانية أخرى سنتطرق لها لاحقاً فى كلمة "دوكسازو " ( Doxazo )
" و قالوا له أتسمع ما يقول هؤلاء ؟ فقال لهم يسوع : نعم أما قرأتم قط : من أفواه الأطفال و الرضع هيأت تسبيحاً ( آى نوس ) ؟ " ( مت 21 : 16 )
" و لما قرب عند منحدر جبل الزيتون ابتدأ كل جمهور التلاميذ يفرحون و يسبحون ( آينيو ) الله بصوت عظيم لأجل جميع القوات التى نظروا " ( لو 19 : 37 )
" مسبحين ( آينيو ) الله و لهم نعمة لدى جميع الشعب " ( أع 2 : 47 )
" فوثب و وقف و صار يمشى و دخل معهما إلى الهيكل و هو يمشى و يطفر و يسبح ( آينيو ) الله و أبصره جميع الشعب و هو يمشى و يطفر و يسبح ( آينيو ) الله " ( أع 3 : 8 , 9 )
" سبحوا ( آينيو ) الرب يا جميع الأمم و امدحوه ( إيباى نيو Epaineo ) يا جميع الشعوب " ( رو 5 : 11 )
" فلنقدم به (يسوع) فى كل حين لله ذبيحة التسبيح ( أينيه سيس ) أى ثمر شفاه معترفة باسمه " ( عب 13 : 15 )
2. دوكسا Doxa , دوكسازو Doxazo :
الكلمة الأولى هى إسم فى اليونانية و الثانية فعل و لهما معنى " مجد " ( دوكسا ) أو " يمجد " ( دوكسازو ) . هذا و نادراً ما ترجمت " دوكسا " إلى كلمة " بهاء " ( أع 22 : 11 , رؤ 18 : 1 )
أما عن البعض القليل من شواهد استخدامها فهى كما يلى :
" المجد ( دوكسا ) لله فى الأعالى و على الأرض السلام و بالناس المسرة " ( لو 2 : 14 )
" و فى الحال أبصر و تبعه و هو يمجد ( دوكسازو ) الله " ( لو 18 : 43 )
فى الآية التالية هناك ملاحظة ممتعة بالنسبة للملك هيرودس أنه ضرب بالدود و مات عندما لم يعط المجد ( دوكسا ) لله ( أع 12 : 23 )
يتكلم بولس عن إبراهيم فيقول : " معطياً مجداً ( دوكسا ) لله " ( رو 4 : 20 )
و من الجدير بالذكر أن كلمة Doxology الإنجليزية و هى من نفس أصل كلمة ( دوكسا ) معناها تسبحة شكر لله , و واحدة من أجمل تسبيحات الشكر بالكتاب موجودة فى ( رو 11 : 36 ) " لأن منه و به و له كل الأشياء له المجد ( دوكسا ) إلى الأبد آمين " هناك أيضاً تسبيحات شكر قصيرة متشابهة كثيراً و جميعها تستخدم كلمة " المجد " ( دوكسا ) لله و هى " له المجد من الآن و إلى الأبد آمين " و موجودة فى كل من ( غلا 1 : 5 , فى 4 : 20 , 1بط 4 : 11 , 2بط 3 : 18 )
أما شواهد استخدام كلمة " دوكسازو " كفعل فإليك كمثال فقط : " فليضىء نوركم هكذا قدام الناس لكى يروا أعمالكم الحسنة و يمجدوا ( دوكسازو ) أباكم الذى فى السماوات " ( مت 5 : 16 )
" فلما رأى الجموع تعجبوا و مجدوا ( دوكسازو ) الله الذى أعطى الناس سلطاناً مثل هذا " ( مت 9 : 8 )
" حتى تعجب الجموع إذ رأوا الخرس يتكلمون و الشل يصحون و العرج يمشون و العمى يبصرون و مجدوا ( دوكسازو ) إله إسرائيل " ( مت 15 : 31 )
" لكى تمجدوا ( دوكسازو ) الله أبا ربنا يسوع المسيح بنفس واحدة و فم واحد " ( رو 15 : 6 )
هناك آيات كثيرة أخرى ذكرت فيها هذه الكلمة منها : ( يو 12 : 28 , 13 : 31 , 14 : 13 , 15 : 8 , 16 : 14 , 17 : 1 , 4 )
3. إيباى نوس Epainos , إيباى نيو Epaineo :
الكلمة الأولى هى إسم و الثانية فعل و الكلمتان من ذات نفس أصل الكلمة إيباى نوس التى درسناها سابقاً و لكن مع إضافة حرف الجر " إيبى " Epi لمعنى " على " فتعطى كلمة آينوس قوة ظاهرة و معنى قوياً و عظيماً فى موضوع التسبيح فهى تحول الكلمة من معنى أن الإنسان يعطى تسبيحاً لله إلى كونه يصبح هو شخصياً تسبيحاً لله و يترجمها الكتاب المقدس " مدح و حمد " و قد استخدمت هذه الكلمة أيضاً مثل مثيلاتها كثيراً جداً فى العهد الجديد و لكننا سنتناول منهم فقط بعض ما يرتبط بالتسبيح : " سبحوا الرب يا جميع الأمم و امدحوه ( إيباى نيو ) يا جميع الشعوب " ( رو 15 : 11 )
" عيننا للتبنى بيسوع المسيح لنفسه حسب مسرة مشيئته لمدح ( إيباى نوس ) مجد نعمته " ( أف 1 : 6 )
" الذى فيه نلنا نصيباً ... لنكون لمدح ( إيباى نوس ) مجده ... الذى هو عربون ميراثنا لفداء المقتنى لمدح ( إيباى نوس ) مجده " ( أف 1 : 12 , 14 )
" مملوئين من ثمر البر الذى بيسوع المسيح لمجد الله و حمده ( إيباى نوس ) " ( فى 1 : 11 )
أريد هنا أن أوجه نظرك أخى القارىء أنه مع استخدام هذه الكلمة كثيراً فى آيات تحوى مدح الإنسان لكننا لم نتطرق لها نظراً لأن دراستنا تنحصر فقط فى مدح و حمد الله .
4. يولوجاتوس Eulogatos , يولوجيا Eulogia :
الكلمة الأول إسم و تعنى " مبارك " و الكلمة الثانية فعل " يبارك " و قد قال الملاك للسيدة العذراء مريم : " مباركة أنت فى النساء و مباركة هى ثمرة بطنك " ( لو 1 : 28 , 42 )
عند دخول المسيح الإنتصارى : " مبارك " الآتى بإسم الرب " ( مت 21 : 9 , 23 : 39 , مر 11 : 9 , 10 , لو 13 : 35 , 19 : 38 , يو 12 : 13 )
و تقابل " يولوجاتوس " اليونانية ( أو يولوغاتوس كما ينطقها أهل الشام ) كلمة " باراك - باراخ " العبرية
كلمة يولوجى Eulogy الإنجليزية و معناها " مديح - تسبحة " مأخوذة من نفس أصل الكلمة اليونانية ( يولوجيا ) و كتب بولس كلمات مديح لله إذ يقول " مبارك ( يولوجاتوس ) الله إلى الأبد " و مشابهها فى ( رو 1 : 25 , 9 : 5 , 2كو 11 : 31 )
شواهد أخرى لاستخدام الكلمتين : " مبارك ( يولوجاتوس ) الرب إله إسرائيل لأنه افتقد و صنع فداء لشعبه " ( لو 2 : 68 )
" مبارك ( يولوجاتوس ) الله أبو ربنا يسوع المسيح أبو الرأفة و إله كل تعزية الذى يعزينا فى كل ضيقتنا " ( 2كو 1 : 3 )
" مبارك ( يولوجاتوس ) الله أبو ربنا يسوع المسيح الذى باركنا بكل بركة روحية فى السماويات فى المسيح " ( أف 1 : 3 )
" مبارك ( يولوجاتوس ) الله أبو ربنا يسوع المسيح الذى حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حى " ( 1بط 1 : 3 )
لاحظ معى هنا يا صديقى القارىء كيف أن بولس الرسول و بطرس الرسول بدأت رسائلهما بتسبيح إسم الله قبل الإسترسال فى الموضوع الذ من أجله يكتبان فهل نفعل نحن ذلك إذ نبدأ رسائلنا و أقوالنا و وعظنا و صلواتنا بتسبيح إسم الله و بأن نرفع شخص الله ؟ أظن أن هذا السؤال يحتاج مراجعة و تأملاً .
" من الفم الواحد تخرج بركة ( يولوجيا ) و لعنة " ( يع 3 : 10 )
"مستحق هو الخروف المذبوح أن يأخذ القدرة و الغنى و الحكمة و القوة و الكرامة و المجد و البركة (يولوجيا)" ( رؤ 5 : 12 )
" للجالس على العرش و للخروف البركة ( يولوجيا ) و الكرامة و المجد و السلطان إلى أبد الآبدين " ( رؤ 5 : 13 )
" آمين ! البركة ( يولوجيا ) و المجد و الحكمة و الشكر و الكرامة و القدرة و القوة لإلهنا إلى أبد الآبدين آمين " ( رؤ 7 : 12 )
روعة هذه الكلمة التسبيحية اليونانية تتبلور فى أنها تمكننا فى تقديم البركة لله بالكلمات .
5. إكسو مولو جيه يو Exomologeo :
و هى تعنى الإعتراف جهراً و بحرية و قد ترجمت بعض الأحيان بمعنى الحمد و قد قال الرب يسوع : " أحمدك ( إكسو مولو جيه يو ) أيها الآب " ( مت 11 : 25 , لو 10 : 21 ) و هناك بالطبع شواهد أخرى استخدمت فيها نفس الكلمة لغرض التسبيح جهراً :
" سأحمدك ( إكسو مولو جيه يو ) ( أى أعترف بك و أسبحك جهراً ) فى الأمم و أرتل لاسمك " ( رو 15 : 9 ) و هذه الكلمة هنا تقابل الكلمة العبرية " زمير " الموجودة فى ( مز 108 : 3 ) و نفس الآية " و يعترف ( إكسو مولوجيه يو ) ( أى جهراً ) كل لسان أن يسوع المسيح هو رب " ( فى 2 : 11 )
6. هيمن يو Humneo , هيمنوس Humnos :
معنى الكلمة " ترنيم - تسبيح " الأولى فعل يسبح و الثانية إسم تسبيحة و تقابل (هيمن يو) اليونانية كلمة (هليل ) العبرية كما فى ( عب 2 : 12 ) " أخبر باسمك إخوتى و فى وسط الكنيسة أسبحك ( هيمن يو ) " و هى مقتبسة من ( مز 22 : 22 ) كذلك يقول البشير لوقا فى سفر الأعمال عن بولس و سيلا أنهما كانا يصليان و يسبحان الله ( هيمن يو - أى تسبيح عن طريق الترنيم ) ( أع 16 : 25 )
سبح المسيح أيضاً مع التلاميذ : " ثم سبحوا ( هيمن يو - أى تسبيح عن طريق الترنيم ) و خرجوا إلى جبل الزيتون " ( مت 26 : 30 , مر 14 : 26 )
يشجعنا بولس الرسول أن نكلم و نعلم بعضنا بعض " بمزامير و تسابيح ( هيمنوس ) و أغانى روحية " ( أف 5 : 19 , كو 3 : 16 )
7. بسالو Psallo , بسالموس Psalmos :
الكلمة الأولى فعل و الثانية إسم و طريقة نطقها تكون بحيث حرف ( ب ) يكون عليه سكون . أستخدمت هذه الكلمة أكثر من 40 مرة فى الترجمة السبعينية للكتاب المقدس كله بدلاً من كلمة ( زمير ) العبرية أى ترنيم و نقر أوتار الآلة الموسيقية و 10 مرات بدلاً من كلمة ( رنن ) العبرية التى معناها هتاف الفرح .
و فى الترجمة العربية استخدمت كلمة بسالو الفعل بمعنى يرتل و ذكرت 4 مرات , أما كلمة بسالموس بمعنى مزمور ذكرت 7 مرات ( لو 20 : 42 , 24 : 44 , أع 1 : 20 , 13 : 33 , 1كو 14 : 26 , أف 5 : 19 , كو 3 : 16 ) و فيما يلى بعض الإستخدامات لهاتين الكلمتين فى العهد الجديد : "و أما الأمم فمجدوا ( دوكسازو ) الله من أجل الرحمة . كما هو مكتوب : من أجل ذلك سأحمدك ( إكسو مولوجيه يو ) فى الأمم و أرتل ( بسالو ) لاسمك " ( رو 15 : 9 )
" أرتل ( بسالو ) بالروح و أرتل ( بسالو ) بالذهن أيضاً " ( 1كو 14 : 15 )
" مكلمين بعضكم بعضاً بمزامير ( بسالموس ) و تسابيح و أغانى روحية مترنمين و مرتلين ( بسالو ) فى قلوبكم للرب " ( أف 5 : 19 )
" أمسرور أحد فليرتل ( بسالو ) " ( يع 5 : 13 )
أريد ألا تنتهى هذه الدراسة لكلمات التسبيح اليونانية دون أن أقدم آية لم نتطرق لها فى الدراسة مع أهميتها فى التسبيح و هى فى ( 1بط 2 : 9 ) " و أما أنتم فجنس مختار و كهنوت ملوكى أمة مقدسة شعب اقتناء لكى تخبروا بفضائل ( declare the praises ) الذى دعاكم من الظلمة إلى نوره العجيب " لذلك فالمعنى يمكن أن يكون " تخبروا بفضائل " أو " تنادوا بتسبيح " أو " تعلنوا تسبيح الذى دعاكم " و هذا هو السبب الرئيسى لخلق الله لنا و لفدائه لنا .
ألا تتفق معى يا صديقى أنه يلزم علينا أن نسبح الله و نخبر بفضائله و ننادى بتسبيحه ما دمنا على وجه هذه البسيطة !! و فى ختام هذه الدراسة السريعة أود أن ألفت نظرك أخى القارىء إلى أن العهد الجديد ملىء بكلمات أخرى كثيرة تتكلم عن التسبيح غير هذه السبع كلمات فهناك 20 كلمة أخرى يونانية ذكرت لها علاقة بالتسبيح و لكننا ذكرنا 7 كلمات فقط و هى الأكثر استخداماً من مجمل 27 كلمة. هذا عدا كلمة " هللويا " التى درسناها بالتفصيل فى المقال السابق
ختاماً أود أن أنبه هنا إلى أننا كما لاحظنا فى هذه الدراسة لكلمة تسبيح سواء فى اللغة العبرية للعهد القديم أو اللغة اليونانية للعهد الجديد لاحظنا أن كلمة ترنيم هى إحدى مرادفات كلمة تسبيح ففى الكتاب المقدس يقصد بالترنيم دائماً التسبيح و ليس الترنيم أو فترات الترنيم بمعناه المختلف فالترنيم فى الكتاب هو حمد و تسبيح للرب فقط كما درسنا الآن . و لكن للأسف ليس هذا هو المفهوم فى كنائسنا اليوم فأصبح الترنيم هو ما يضم مختلف المواضيع غير تعظيم الرب : ترنيم موضوعاته عن الفتور و الضعف و العطاء و الغفران و المجىء الثانى .... و تعدد الأشخاص المحوريين فى الترنيم فلم يعد الله هو فقط محور الترانيم و لكن حول المؤمن و الخاطىء و النفس البشرية ...
عن كتاب "جوهرة التسبيح" - بولس بشرى و فريق السبيح